تواجه كندا، المعروفة بتنوعها الثقافي، اختبارًا حقيقيًا في ظل تصاعد الإسلاموفوبيا ومعاداة الفلسطينيين، على خلفية العدوان الصهيوني المستمر على غزة.

تستضيف كندا آلاف الثقافات من مختلف أنحاء العالم، في حين يشهد المجتمع الكندي موجة متزايدة من التحريض والتمييز ضد المسلمين والفلسطينيين، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حتى مقارنة بفترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر.

وكانت بلدية تورونتو مؤخرًا في قلب هذه العاصفة، بعد أن نشرت رئيسة البلدية أوليفيا تشاو مقطع فيديو عبر "إنستغرام" ترحب فيه بعائلة فلسطينية لاجئة بعبارة: "السلام عليكم، مرحبًا بكم في تورونتو!". غير أن الفيديو قوبل بمئات التعليقات العنصرية والمعادية للإسلام، ما دفع بالبلدية إلى حذفه لاحقًا بدعوى "مخاوف أمنية تتعلق بسلامة العائلة".

تهديدات لعائلة مسلمة في تورونتو

وفي واقعة صادمة نشرتها وسائل إعلام كندية، تعرضت عائلة مسلمة مكونة من أربعة أفراد، تقيم شرق تورونتو، لحملة متكررة من التهديدات والترويع بسبب هويتها الدينية. ففي نهاية شهر رمضان، حاول أحد الأشخاص اقتحام منزل العائلة وهو يطلق شتائم معادية للإسلام. وبعد أسبوعين، اتهمت امرأة ربة الأسرة بـ"الإرهاب" بسبب لافتة مؤيدة لفلسطين معلقة خارج المنزل.

شرطة المدينة أكدت أن المتهم نفسه وجه تهديدات بالقتل للعائلة في أكثر من مناسبة، كما أطلق عبارات كراهية ضد رب الأسرة في يوليو الماضي.

العائلة أوضحت أنها قررت كسر الصمت والحديث للإعلام لتشجيع ضحايا جرائم الكراهية من المسلمين على التبليغ وعدم الصمت.

مؤشرات مقلقة: نصف الكنديين لا يثقون بالمسلمين

أكد "فريد خان" مؤسس منظمة "كنديون متحدون ضد الكراهية"، أن ما تتعرض له العائلة "ليس إلا قمة جبل الجليد" في ظل تصاعد موجة الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين. واستشهد بنتائج استطلاعات رأي تشير إلى أن:

52% من الكنديين لا يثقون بالمسلمين

43% يرون أن الإسلام "وجود ضار" في كندا

42% يلقون باللوم على المسلمين في الكراهية التي يواجهونها

وقالت أميرة الغوابي، الممثلة الخاصة لمكافحة الإسلاموفوبيا في كندا: "إن الفترة الماضية شهدت تصاعدًا كبيرًا في أشكال التمييز والعنف والتهميش ضد المسلمين والعرب والفلسطينيين، وصلت إلى حد التهديدات بالقتل، التخريب، والإقصاء الوظيف".

وشددت الغوابي على ضرورة تفكيك الصور النمطية المتجذرة عن المسلمين، مؤكدة أن "كونك مسلمًا في كندا لم يعد آمنًا كما يجب".

واقع مؤلم رغم الشعارات

رغم تعهد كندا بالانفتاح والتعددية الثقافية، إلا أن التقارير تشير إلى أن كندا تتصدر دول مجموعة السبع من حيث معدلات قتل المسلمين بدافع الكراهية.

ومن أبرز الأحداث التي هزت البلاد:

مجزرة مسجد كيبيك عام 2017، التي أسفرت عن مقتل 6 مصلين وإصابة 19 آخرين.

جريمة الدهس في مدينة لندن بأونتاريو عام 2021، والتي قُتلت فيها أسرة مسلمة كاملة.

الاعتداءات المتكررة على المساجد والمحجبات وتخريب الممتلكات المرتبطة بالمسلمين، كما وثقتها تقارير مجلس الشيوخ الكندي. (İLKHA)